أزمة صارخة يعيشها سوق النفط العالمي منذ نحو 19 يومًا، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، اقتربت فيها أسعار
البرميل من أرقام قياسية غير مسبوقة، وأعلى مستوى له منذ نحو 30 عامًا، وسط مخاوف
من تأثر كبير للإمداد، خاصة للدول التي تعتمد مصادر الطاقة فيها على الاستيراد.
وتوقع خبراء أن يصل سعر البرميل حتى 150 دولار في خضام الحرب، على الرغم
من محاولات منظمة "أوبك" زيادة الإمداد، وتعويض السوق العالمي.
العقوبات الاقتصادية
وكوسيلة من وسائل الضغط لإيقاف العدوان على الأراضي الروسية، وضع الاتحاد
الأوروبي حِزمة من العقوبات ضد موسكو، استهدفت المؤسسات والأفراد، مُصممة لدفع
روسيا بشكل قوي ومتسارع نحو الدخول في ركود اقتصادي، بالتزامن مع فوضى في القطاع
البنكي، جرّاء العدوان.
وعلى الرغم من أن العقوبات الاقتصادية التي وضعها الاتحاد الأوروبي أمام
روسيا لم تستهدف بشكل مباشر «تجارة الطاقة»، إلا أن لها تأثيرًا كبيرًا على البنك
المركزي الروسي، والمصارف، والشركات، وحركة الاستيراد والتصدير، بما فيها تصدير
النفط والروسي والغاز الطبيعي، وهو ما سيُعرض سوق الطاقة العالمي للوقوع في أزمة.
البنزين في مصر
الأسواق العالمية متربطة ببعضها البعض، فتأثر سعر النفط العالمي بالكاد
سيؤثر على أسعار البنزين والغاز الطبيعي وغيره في كل الدول، وسيشعر به المواطن
بشكل مسار وسريع.
تأثرت مصر كبقية الدول بالارتفاعات غير المسبوقة التي شهدتها أغلب الأسواق
على مستوى العالم، وهو ما سيؤثر أيضًا بشكل كبير على أسعار البنزين قريبًا.
لجنة التسعير التلقائي
ولم تفرض مصر حتى اليوم ارتفاعًا في سعر البنزين، ويعود ذلك إلى القرار
الذي اتخذته مصر منذ عام 2016، باجتماع لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية
كل ثلاث أشهر، لتحديد سعر البنزين وغيره من منتجات البترول وفق السعر العالمي .
وكان آخر اجتماع لتلك اللجنة في شهر يناير الماضي، مما يعني أن اجتماعها
القادم سيكون في شهر أبريل المقبل.
ومن المتوقع أن تقرر اللجنة تحريك الأسعار وزيادتها، وفق السعر العالمي،
والمتغيرات التي يشهدها سوق النفط.
الحرب الروسية الأوكرانية
وتدخل الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الثالث، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء عملية عسكرية على الأراضي الأوكرانية، منذ فجر يوم الخميس 24 فبراير الماضي.
وكشف فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عدد النازحين داخل أوكرانيا بلغ نحو مليوني شخص على الأقل.
وتعيش الأسواق العالمية حالة من الاضطراب، جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك على مدار 19 يومًا، وسجّلت جميع الأسواق ارتفاعات قياسية، لم تشهدها منذ أعوام، جرّاء تأثرها بالحرب.